في إطار الأنشطة الاجتماعية المختلفة ودعم التعاون مع مختلف الهيئات الدينية ومؤسسات الدولة في مملكة إسبانيا، أقامت مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني في مملكة إسبانيا (FICRT)، برعاية كل من معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس مجلس أمناء المؤسسة ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام (GCTP)، وسعادة الدكتور مصبح سعيد الكتبي، المدير العام للمؤسسة، إفطارا رمضانيا بمقر المؤسسة بالعاصمة الاسبانية مدريد، وذلك يوم الاثنين الموافق 17 أبريل 2023م.
كان في مقدمة المشاركين في هذه الافطار الرمضاني كل من سعادة عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الامارات العربية المُتحدة لدى مملكة إسبانيا، وسعادة الأسقف أنخيل غارثيا، أسقف كاتدرائية “سان أنطون” الكاثوليكية الاسبانية ورئيس مؤسسة “رسل السلام”، والكاردينال سعادة أيتور دي لامورنا، المفوض الكنسي للعلاقات مع الأديان بأبرشية مدريد، وسعادة محمد أجانة الوافي، الأمين العام للمفوضية الاسلامية في إسبانيا (CIE)، وسعادة ألبرتو غيرريرو، رئيس الاتحاد الإسباني لمراكز اليونسكو في إسبانيا (FECU-UNESCO)، وسعادة ماريا خيسوس بونيا، عضو سابق بمجلس النواب الاسباني ورئيسة القسم الدولي للمرأة بالجامعة الكاثوليكية في مورسية (UCAM)، والسفير جورج مُسعد، والسيد عبد الوهاب التونسي، رئيس المنتدى العربي الاسباني في مدريد (CIHAR)، والدكتور ياسر سعيد عيسى، المدير العام للمركز الثقافي الاسلامي في بلدية ليغانيس بمحافظة مدريد.
كما شارك في هذا الافطار الرمضاني عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية لدولة الامارات العربية المُتحدة في مدريد، وممثلون عن المنتدى الأوروبي للسلام والتسامح، والمنتدى الابراهيمي للحوار بين الأديان، والاتحاد الاسباني لمراكز اليونسكو، وموظفو مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني في مملكة إسبانيا (FICRT).
قام سعادة الدكتور مصبح سعيد الكتبي، المدير العام لمؤسسة الثقافة الاسلامية والتسامح الديني في إسبانيا، في بداية اللقاء بإلقاء كلمة رحب خلالها بالمسؤولين المتواجدين في حفل الافطار الرمضاني، واستهل كلمته بنقل تحيات معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المؤسسة ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام (GCTP)، إلى كافة الحضور، وأبرز في كلمته بأن مؤسسة الثقافة الاسلامية والتسامح الديني (FICRT) قد تأسست في عام 2017م، وقطعت شوطا كبيرا في نشاطها الثقافي والتسامح وبناء جسور التواصل والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني من مؤسسات أكاديمية ومؤسسات أهلية في العاصمة مدريد وخارجها، وقد نتج عن ذلك توقيع عدد من المذكرات للتعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات ذات الطابع والأهداف التي ضمن أنشطتها ، كذلك الحال خلال جائحة كورونا فقد شاركت المؤسسة في أنشطة وتعاون مع المجتمع كمساعدات وغيرها.
وذكر سعادة الدكتور الكتبي بأنه في نهاية العام 2022 تم الحاق تبعية المؤسسة للمجلس العالمي للتسامح والسلام (GCTP)، وأشار إلى أن هذا المجلس هو منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية تعنى بالتسامح والسلام. وذلك لتطابق الهدف والأنشطة ما بين المجلس والمؤسسة، وقد كانت باكورة هذا التغيير والانطلاقة الجديدة للمؤسسة بتوقيع مذكرة تعاون ومنح كرسي دراسي لبرنامج الماجستير الجامعي في دراسات التسامح والسلام العالمي مع الجامعة الكاثوليكية الاسبانية في مورسية (UCAM)، وهي أول مبادرة للمجلس والمؤسسة في الجانب الأكاديمي، موضحا بأن المجلس العالمي للتسامح والسلام قد وقع ما يزيد على 30 مذكرة تعاون مع جامعات حول العالم، حيث يزيد عدد أعضاء المجلس على مائة عضو إلى الآن.
وأوضح الكتبي في كلمته بأن الخطة السنوية للمؤسسة تشتمل كذلك على العديد من الأنشطة والأهداف في الجانب الثقافي والتسامح الديني، ومن ضمنها إطلاق مركز أكاديمي للثقافة والتسامح في مدينة غرناطة في جنوب إسبانيا، والذي تسعى المؤسسة لتحويله إلى مركز اشعاع ثقافي وحضاري أكاديمي من المجتمع وللمجتمع.
واختتم المدير العام لمؤسسة الثقافة الاسلامية والتسامح الديني كلمته الافتتاحية بالتأكيد على أن الأهداف الرئيسية للمؤسسة ترتكز على دعم التواصل والتعاون مع الجميع دون تمييز لديانة أو جنسية أو عرق أو لون.
ومن جانبه، استهل سعادة السفير عمر الشامسي كلمته بتوجيه الشكر إلى مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني على الدعوة الكريمة وعلىى تنظيم هذا الإفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك .وأبرز سعادته بأن الشهر الكريم يعزز بكل تأكيدقيم التسامح والاحترام المتبادل والتعايش السلمي. وهذه من أسمى القيم التي تعتبر ركيزة هامة لبناء مجتمعات متسامحة ومتكاتفة وتعزيز الوحدة والتضامن الاجتماعي بين الجميع مع اختلاف الوانهم وثقافتهم وديانتهم لمد ووصل جسور العلاقات الإنسانية المثمرة .
وأشار سعادة سفير إلى أن دولة الإمارات تحتضن ما يزيد عن200 جنسية في سلام، وتناغم واحترام متبادل، وهو الأمر الذي يعكس التزام دولة الإمارات بالتسامح كقيمة أساسية للمجتمع، ويؤكد على أن الاختلافات الثقافية والدينية يمكن أن تكون مصدر للثراء والتعاون في بناء مجتمع أفضل.
وذكر سعادته بأن الجميع يتذكر تلك الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرانسيس للدولة في فبراير 2019م، والتي تعد احد اهم المحطات التي قامت بها دولة الامارات في مجال نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، والتي نتج عنها الكثير من المبادرات التي وضعت دولة الإمارات في مصاف الدول في هذا المجال حتى تم الاعتراف بها دوليا كعاصمة عالمية للتسامح. كما أنه على رأس الانجازات الناتجة عن هذه الزيارة التاريخية هو توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك بين قداسة البابا فرانسيس و فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، برعاية صاحب السمو الشيح محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله.
اعتبر سعادة عمر الشامسي بأن هذه الوثيقة قد غيرت خارطة التعايش والسلام في العالم عبر العديد من المبادرات ، هذا بالإضافة إلى مشروع بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي الذي يرمز للوحدة والأخوة الإنسانية، كذلك الإتفاق الإبراهيمي الذي شكّل لحظة تاريخية فارقة لوضع أسس السلام والاستقرار، بعد عقود طويلة من الصراعات والتوترات.
وفي ختام مداخلته، أكد سعادة السفير بأن دولة الامارات أصبحت في عام 2022 هي المقصد المفضل لـ 75% من الشباب العربي اللذين أعربوا عن تفضيلهم للعيش في دولة الإمارت، وهذا لم يأت من فراغ، فهو نتاج عمل مستمر لم يتوقف عن تقديم كل أشكال الدعم المتاحة للشباب بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة التي تعي أهمية تمكين الشباب لإنهم يمثلون مستقبل الوطن.
من جهته، أكد سعادة الأسقف أنخيل غارثيا، أسقف كاتدرائية “سان أنطون” الكاثوليكية الاسبانية ورئيس مؤسسة “رسل السلام” في إسبانيا، أثناء مداخلته على ضرورة الاستفادة مما جاء في وثيقة الأخوة الانسانية المُوقعة في دولة الامارات العربية المتحدة للمضي قدما في دعم التقارب والتفاهم والحوار بين الأديان، وتعزيز التعايش والسلام والتسامح، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لضمان احترام التعددية والاختلاف الذي يثري المجتمعات ويحقق فيها التنمية المستدامة والرفاهية من خلال الإخاء والمحبة والتعاون في الشدائد وأوقات المصاعب. وذكر بأن الأزمات الاخيرة التي تعرض لها العالم كانت خير دليل على حاجتنا لدعم مثل هذه القيم.
فيما أكد الكاردينال أيتور دي لامورنا، المفوض الكنسي للعلاقات مع الأديان بأبرشية مدريد، بأن يتفق كذك مع فكرة أن الاختلاف والتعدد هو بمثابة الركيزة الاساسية التي يجب أن ينطلق منها البحث عن تلك الاشياء المشتركة التي تجمع البشر، وهي المودة والرحمة والتآخي، وهي القيم التي يُعززها دعم الحوار والتسامح والعيش في سلام داخل مجتمعات واحدة تواجه نفس التحديات.
من جانبه، أبرز سعادة محمد أجانة الوافي، الأمين العام للمفوضية الاسلامية في إسبانيا (CIE)، بأن الدين الاسلامي يدعم في مواضع كثيرة من آيات القرآن الكريم فكرة أن الله قد خلق البشر في صورة شعوب وقبائل مختلف لتتعارف وتتلاقى وتتفاهم، وأن هذه الحكمة الإلهية التي يجب أن تدفع الانسان لدعم قيم التسامح والإخاء والمحبة، والبحث عن تلك الفرص التي تُسهم في دعم الحوار والتعايش السلمي من أجل مصلحة الجميع.