عَقدَ المجلس العالمي للتسامح والسلام بالتعاون مع مجلس النواب المالطي مؤتمر “بناء التسامح والسلام في ظل التحديات الحالية: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا” برئاسة معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام ومعالي أنجلو فروجيا رئيس مجلس النواب المالطي، وذلك بمقر مجلس النواب بجمهورية مالطا.
وفي اطار متصل، استقبل فخامة الدكتور جورج فيلا رئيس جمهورية مالطا الجروان ووفد المجلس المشارك بمؤتمر “بناء التسامح والسلام” وذلك بالقصر الرئاسي بمالطا ، واشاد بجهود المجلس في تعزيز ونشر قيم التسامح والسلام حول العالم، ورحب الرئيس المالطي بالجروان والوفد المشارك بالمؤتمر ، مؤكداً استمرار دعم بلاده للمجلس واهدافه السامية.
وحضر المؤتمر المنعقد خلال يومي 1 و 2 يونيو 2023 بالعاصمة المالطية فاليتا معالي السيد الدكتور إيان بورغ وزير خارجية جمهورية مالطا ومعالي السيد دوارتي باجيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي ومعالي السيدة كاثرين هارا، رئيسة برلمان جمهورية ملاوي، وسعادة السيد يعقوب الحوسني مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وعدد من ممثلي الحكومات والبرلمانات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات التعليمية والثقافية ذات الشأن.
وألقى الجروان كلمة المجلس العالمي في الجلسة الافتتاحية التي استهلها بالإشادة بجهود جمهورية مالطا في دعم قيم التسامح والسلام ، مؤكدا أهمية المؤتمر الذي يأتي في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات ونزاعات مسلحة ويعاني من انتشار التطرف والإرهاب.
وقال الجروان ان الوقت قد حان من أجل عمل دولي مشترك يدعو لنشر قيم التسامح والحوار وحل المنازعات بالطرق السلمية، والتصدي للافكار المتطرفة والارهابية من خلال زراعة مبادئ التسامح والسلام في العالم حتى نحصد مستقبلا نجنب فيه أطفالنا ويلات الحروب، واضرارها المادية والنفسية والمجتمعية ، وتحيا فيه الشعوب بأمن واستقرار وتسامح ، وازدهار .
وتطرق المؤتمر لعدة محاور أهمها: الحاجة إلى أدوات جديدة في القانون الدولي لبناء السلام ، دور المجتمع المدني في ظل الوضع الراهن في المنطقة: التحديات والفرص ، تحقيق المجتمع المدني للسلام والتسامح ، بناء التسامح والسلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ، والدور العالمي للاتحاد الأوروبي في ضمان السلام والتسامح في المنطقة .
وأطلق المجلس العالمي للتسامح والسلام والبرلمان المالطي والمشاركون من مختلف دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا في نهاية اليوم الثاني والأخير للمؤتمر إعلان مالطا الذي أكد على أهمية بناء التسامح والسلام في ظل الصراعات الحالية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، معترفين بأن التنوع هو مصدر للقوة وأن تعزيز احترام التنوع والتعددية والتعدد الثقافي من شأنه أن يُسهم في التعايش السلمي، كما اكدوا على دور المجتمع المدني المهم في تعزيز قيم التسامح والسلام في ما يواجهه العالم من التحديات، بما في ذلك الصراعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي والأزمات الإنسانية. اخذين في الاعتبار ان بناء السلام المستدام أمر حاسم لتحقيق الاستقرار والازدهار على المدى الطويل.
وركز البيان على ان المجلس العالمي للتسامح والسلام وبرلمان مالطا سيعملون معا على سبع محاور رئيسية. أولاً تعزيز الحوار بين مختلف الثقافات والمجتمعات. ثانيًا، دعم المبادرات التعليمية التي تعزز التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة. ثالثًا، تشجيع التفاوض والتواصل بين الثقافات المختلفة لبناء التفاهم والتعاطف. رابعاً، ادانة جميع أشكال العنف، بما في ذلك الإرهاب، الذي يهدف إلى تقسيم المجتمعات وتعزيز الكراهية. خامسا الاحتفاء بالتنوع الثقافي في كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، مدركين ان الاختلاف يجعلنا أقوى . سادسا دعم حقوق الإنسان والجهود المبذولة لتعزيزها وحمايتها، بما في ذلك حقوق الأقليات والفئات الضعيفة. سابعاً تطوير أدوات جديدة في القانون الدولي لتساعد في بناء سلام مستدام حول العالم.
واخيراً دعوة أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى دعم مشروع القرار المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين الهادف إلى الحفاظ على السلم والأمن.
كما شهد المؤتمر توقيع مذكرات تفاهم وعمل مشترك بين البرلمان الدولي للتسامح والسلام وبرلمانات جمهورية ملاوي ، جمهورية أفريقيا الوسطى ، والكونغو الديموقراطية ، جمهورية ساو توميه ، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجالات دعم التسامح والسلام على صعيد العمل البرلماني الدولي.